كتب – عبد الله إلهامي:

Image-1
كشفت جمعية «الريادة الشبابية» عن تدريب 86 بحرينياً خلال 3 أشهر فقط ، ودفعها رسوم 11 طالباً بجامعة البحرين وبوليتكنك، مؤكدة استمرارها بالعمل على اعداد الكفاءات القيادية والإدارية وفق خطط بعيدة المدى. وأعربت ادارة الجمعية في لقائها مع «الوطن» عن رغبتها في التعاون مع جميع الدوائر الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، لافتة الى أنها أول جمعية تنمية موارد بشرية شبابية، تسجلها وزارة التنمية الاجتماعية.  وقالت ادارة الجمعية ان «الريادة الشبابية» التي تأسست 27 أغسطس 2012، تضم شبابا في العشرينات والثلاثينات، يستعينون بأفكار وإبداعات الشباب حتى من خارج الجمعية، ويستفيدين من آراء رجال أعمال ومهندسين وفنيين، لاعداد برامج متسلسلة، وكشف رئيس الجمعية سعود البوعينين، وأمينها المالي، والعضوين بشار فخرو ومجدي الدوسري، عن أمور أخرى في اللقاء التالي…

لنبدأ أولاً بفكرة إنشاء الجمعية؟
– ان معاناتنا في بداية حياتنا لعدم وجود من يأخذ بيدنا ويقدم النصح والإرشاد، دفعنا إلى منح الأجيال المقبلة كل ما نستطيع ليتلافوا أخطاءهم، من خلال تنمية تأهيلهم للتعامل مع ضغوطات الحياة والاستعداد للانخراط في سوق العمل. من هنا تولدت لدينا فكرة الجمعية.

وماذا يميز جمعيتكم؟
– جمعية الريادة الشبابية هي أول جمعية مصنفة بوزارة التنمية الاجتماعية كـ تنمية موارد بشرية شبابية، وتكاد تكون الوحيدة في المملكة التي تقدم خطة استراتيجية على المدى الطويل، الأمر الذي لاقى قبولاً وثناءً من قبل عدة شخصيات وجهات مثل التنمية الاجتماعية ورجال أعمال في المجتمع، واعتبروا ذلك عملاً احترافياً، علاوة على ذلك فإن الريادة الشبابية تبحث عن التعاون مع الدوائر الحكومية وكافة مؤسسات المجتمع المدني، كمبدأ من مبادئ الاستدامة.

وما طريقتكم لتحقيق أهداف الجمعية؟
– نحاول تغطية كافة النواقص والاحتياجات في المجتمع من خلال الطرح الشبابي المتواجد بكثافة في المجتمع البحريني وذلك لتأهيل وتدريب تلك الفئة، لذلك فإننا لا نعمل بنظام الفعاليات، وإنما بالبرامج التي تضم في فحواها سلسلة متكاملة من عدة نواحٍ، كما إن أفراد الجمعية مجموعة شباب في العشرينات والثلاثينات، ومن أجل نشاط أكبر؛ دشنت الجمعية «هاش تاغ» في تويتر استقبلت عليه الأفكار والأطروحات الراغبة في تنمية العقول الشبابية، لذلك فإن كافة الأفكار والبرامج والفعاليات من قبل الشباب أنفسهم وليس من إدارة الجمعية نفسها.

لجان عدة نشطة

وما آلية العمل؟
– تضم الجمعية عدة لجان من بينها لجنة إدارة البرامج التي تعمل على تقسيم البرامج على حسب الفئات العمرية، والاختصاص مثل فئة رواد الأعمال، كما توضع أهداف البرامج المطروحة من قبل مجلس الإدارة ويتم ترشيح قائدها من قبل الأعضاء المتقدمين لذلك، وبعد ذلك يتم النظر في مدى نجاح وفاعلية تلك الفاعلية بالنسبة للمجتمع، والعمل يقوم على مبدأ الجودة وليس العدد، لتأكيد تطوير المعطيات بالتدرج. ومن خلال دعم قليل قدمه أحد المتبرعين؛ استطعنا تدريب 86 بحرينياً خلال ثلاثة أشهر، إضافة إلى تقديم بعثات دراسية مدفوعة التكاليف بجامعة البحرين وبوليتكنك لعدد من الطلبة تم تصفيتهم من خلال اختبارات متعددة لـ 11 طالباً اجتازوا ذلك، كما إننا نهدف من خلال ذلك إلى استقطاب الموارد الشبابية وتأهيلها، فلو استطعنا تغطية 2% من احتياجات المجتمع، فذلك بمثابة فارق ولو كان بسيطاً بالنسبة للمجتمع. وفيما يتعلق بمؤسسات المجتمع، فإننا في طور بناء علاقات مع مختلف الشخصيات والجهات، وبغض النظر عن ذلك فإن هدفنا الأساس أن يكون الدعم ذاتياً من قبل أصول تخلقها الجمعية تدر لها دخلاً ثابتاً، إذ إننا نسعى بذلك للاحترافية في التطوع، فلا يخفى على الجميع امتيازات الشاب البحريني قبل خمس عشرة سنة والطلب الزائد عليه من قبل الدول المجاورة، ما يجعلنا نسعى لإعادة جينات التميز تلك لإبرازه على المستوى الخليجي والإقليمي. كما يتم ذلك من خلال متابعة الإحصائيات التي تتم من قبل الجهات الحكومية حول العمالة الوطنية من الشباب ومهاراتهم واختصاصاتهم، إضافة إلى الحصول على دراسات حول الوظائف المطروحة بالقطاعين، من خلال التنسيق مع المسؤولين، وذلك لحصر الفراغات الموجودة.

تخصصات مختلفة

هل لنا بإيضاح أكبر بشأن نشاط الجمعية التنموي؟
– تنمية الموارد البشرية الشابة تتأتى من من توجه القيادة بالدفع بعجلة الاقتصاد والتنمية والإصلاح في المجتمع، الذي يقوم بالأساس على سواعد الشباب الفتية، ما يعني أنهم يمثلون القوة الرئيسية للنهوض بتلك العجلة، لذلك فإن تلك التنمية تنتج عن تطوير المهارات والقدرات والتوجيه والتوعية، علاوة على متابعة الاحتياجات والنواقص في المجتمع باستمرار. كما أن تطوير الموارد البشرية لا يقتصر فقط على التدريب المهني، وإنما أيضاً بناء الشخصية بشكل كامل، لتتكيف مع كافة المواقف، سواء ضغط العمل أو التسويق وغير ذلك، إذ تندرج تلك المهام ضمن أهداف الجمعية «بناء شخصية الشاب البحريني»، التي تسعى لعمل ذلك بالإرشاد، والتوجيه لمكامن القوة ومعالجة النقص، ليملأ الفرد الوظيفة المناسبة له في المستقبل.
ومن جهة أخرى فإن الريادة تضم مختلف التخصصات من رجال أعمال ومهندسين وفنيين، ما يعني انعدام مركزية القرار وإشراك الجميع حتى المتطوعين فضلاً عن الأعضاء في عمليات اتخاذ القرار والتخطيط، لذلك فإن برامجنا موزعة على مختلف الأعضاء، وعلى مجلس الإدارة متابعة تحقيق الأهداف المنشودة من تلك الفعاليات، لإبراز الإبداع من خلال كافة الحواجز والعوائق.

نحتاج موارد مالية وبشرية

وكيف للجمعية أن تستمر بأداء عملها؟
– يتأتى ذلك من الاستمرار في ضخ الموارد المالية من خلال خلق أصول للجمعية تدرّ دخلاً ثابتاً، وكذلك الموارد البشرية التي تضم متطوعين أو أعضاء، فعلى سبيل المثال لدينا برنامج يسمى أجيال، يهدف إلى إعداد كفاءات تساعد على ألا تنضب المهارات وتطوير القدرات القيادية والإدارية، إذ إن الريادة الشبابية تعمل كوسيط بين الشباب وكافة الجهات في المجتمع.
ومن جانب آخر فإننا قبل الإعلان عن الجمعية ظللنا قرابة عام كامل نعمل على وضع خطط وتصورات من خلال ورشات في العمل الاستراتيجي وكيفية إعداد الخطة الاستراتيجية وأدوات العمل الإداري، وذلك من خلال محاضرين متخصصين للعمل على أساس قوي وفق خطة عمل دقيقة وواضحة، إضافة إلى أن الريادة تبادر في الوصول إلى الشباب وعدم الاتكال على قدومهم، لذلك نذهب إليهم في المدارس والجامعات والمجمعات.

فما أبرز فعالياتكم الأخيرة؟
– برامج الشباب متواصلة وكل مبادرة لها فئة معينة وأهداف تريد تحقيقها، لذلك قمنا بعمل سلسلة ورش عمل كان من بينها المقابلات الشخصية للوظائف، وكتابة السيرة الذاتية، ومن ثم أجري اختبار عملي للمشاركين من خلال جهات مختلفة في المجتمع، وكان الهدف من ذلك الإطلاع على مكامن النقص في الشباب وإيجاد حلول لها، إضافة إلى تأهيلهم بشكل عام، إذ سجل في هذه السلسلة 25 شاباً، اجتاز منهم 11، ما ساعد على خلق فعاليات جديدة لمنح من لم يجتز ما يحتاج من أدوات ومهارات، ومن المهم الإشارة إلى أن هناك مراجعة دورية وجرداً نهاية كل عام للاطلاع على مدى الالتزام بالخطة الاستراتيجية السنوية.

نرحب بأي تعاون

هل تتعاونون مع جهات أخرى؟
– طبعاً.. هناك كثير من المجموعات التطوعية التي عرضت علينا المساعدة في تحقيق أفكارها ولم نألوا جهداً في التعاون معهم لحين تحقيق أفكارهم، كما شاركنا في عدة مؤتمرات من بينها «إدارة المواهب» الذي أقيم نوفمبر 2013. ويعتبر هذا المجال جزءاً من اختصاصنا، كما شاركنا في «إدارة التغيير» الشهر الحالي. وتأتي مشاركاتنا لتعبر عن تطلعاتنا التي تتمثل في توعية المجتمع وتثقيفه لاستغلال الطاقات في النهوض بالوطن، فعلى سبيل المثال قدم عضو اللجنة الإعلامية بالجمعية أسامة السيد محاضرة حول كتابه «الموسوعة البحرينية» التي تحوي 15 ألف حقيقة عن المملكة، وذلك للوفد البحريني المشارك في سفينة شباب العالم والمكون من قرابة الـ 23 شاباً، وتم من خلالها طرح معلومات مكثفة حول البحرين. كما ساهمنا في عملية اختيار الضيوف المقبلين من الخارج ببرنامج «ديسكفر بحرين» التابع لجمعية الكلمة الطيبة، كما تعاونا مع جمعية الصحفيين.